أظهرت التعاملات المالية في الساعات الأولى من نهار الخميس قفزة كبيرة في أسعار الذهب بعد كلمة جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي بما عزز رفع الفائدة الأمريكية بمعدلات أقل مما أدى إلى اطلاق العنان للمعادن النفيسة ومجاوزة الذهب حاجر الـ 1800 دولار أمريكي.
وكان باول في كلمته أمام المجلس الاحتياطي الاتحادي أكد على ضرورة ابطاء رفع أسعار الفائدة الأمريكية، ويتوقع خبراء ماليون أن يعتزم البنك المركزي الأمريكي خفض الفائدة ضمن 50 نقطة أساس خلال ديسمبر الحالي مما سيؤثر على المعادن النفيسة وخاصة الذهب.
ووفقًا للحالة السوقية المعروفة في التعاملات بالمعادن النفسية فإن زيادة أسعار الفائدة تُفقد المعدن النفيس جاذبيته وتخفض تكلفة الفرص البديلة لحيازته كونه لا يُدر فائدة في التعاملات الاقتصادية الهامة.
وبعد تصريح باول ارتفع الذهب في المعاملات بمقدار 0.4% مما أثر على تجاوزه حاز الـ 1800 دولار للأونصة منذ أعلى مستوى حصلت عليه في منتصف نوفمبر الماضي والذي واجه أعلى ارتفاع منذ يوليو 2020 بأكثر من 8%
ويتساءل الكثير من المستثمرون حول الآلية التي سيسير باتجاهها الذهب وعموم المعادن النفسية خاصة في ظل الترقب الحاسم للكشف عن رواتب القطاعات المختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة رواتب العمال في القطاعات الزراعية والتي من المنتظر الاعلان عنها الجمعة، ويقول المستثمرون إنهم ينتظرون بحماس شديد خاصة وأن رواتب تلك القطاعات تؤثر بشكل مباشر في القرارات الخاصة بالسياسة النقدية للمرحلة القادمة.
يذكر أن الزيادة التي واجهت أونصة الدهب بالارتفاع وتخطي حاجز الـ 1800 دولار للأونصة لمن تكن الوحيدة التي ارتفعت بعد قرار رفع أقل للفائدة من قبل الفيدرالي فقد واجهت اسعار المعادن الأخرى ارتفاعًا فالفضة زادت في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% ووصلت إلى 1038.46 دولار للأونصة بينما البلاديوم صعد 0.6% وتجاوز الـ1892.35 دولار للأونصة.
من ناحية أخرى يرى محللون ماليون أن تلك الارتفاعات لن تُعفي الذهب من السقوط في العام القادم 2023 وتوقع بعضهم أن يكون مسار المعدن الأصفر في العام القادم نزولًا بـ10% على الأقل – وفق شركة الأبحاث البريطانية Metals Focus.
وأشارت الشركة في توقعاتها التشاؤمية إلى حالة رفع الفائدة الأمريكية من أجل مواجهة التضخم، وقالت أن الفيدرالي الأمريكي وإن رفع الفائدة بمعدل أقل فإنه لن يتخلى عن رفع الفائدة لوقت طويل وسيستمر بين الحين والآخر برفعها وصولًا إلى 5% أو 5.5% مما يؤدي إلى ضغوط على أسعار الذهب التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا ووثيقًا بسعر الفائدة بعلاقة عكسية.
