قلق أوروبي من الموقف التركي من الأزمة الأوكرانية .. ما سبب الحياد التام الذي تُبديه أنقرة

uesr2
أخبار
uesr2آخر تحديث : الثلاثاء 13 ديسمبر 2022 - 11:39 صباحًا

قالت وسائل إعلام أوروبية أن استمرار تركيا في حفاظها على موقف الحياد التام من الأزمة الأوكرانية المشتعلة منذ أشهر طويلة يبعث حالة من القلق لدى الاتحاد الأوروبي بالتفاف تركيا على العقوبات التي اتفق مع مجموعة السبع دول على إلحاقها بروسيا التي تستمر في غزوها لأوكرانيا منذ الرابع والعشرين من فبراير الماضي.

وتُشير التقديرات إلى خشية الاتحاد الأوروبي من التعاون الروسي التركي في تجاوز العقوبات التي فرضها على موسكو فيما يتعلق بتحديد سقف سعري للبترول، لافتًا أن أنقرة لم تمنع الجانب الروسي من الاستفادة من عائدات النفط ويزداد هذا القلق فيظل وصول 28 ناقلة من ناقلات النفط الروسية وانتظارها في البحر الأسود لعبور مضيقي البوسفور والدردنيل التركيين.

وبحسب ما ورد على لسان جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فإن استمرار العلاقات الاقتصادية بين روسيا وتركيا وزيادة تعميقها في الآونة الأخيرة بعد قرار السبع دول بتحديد سقف سعري للنفط الروسي :” أمر يستدعي القلق” خاصة في ظل عدم انضمام تركيا إلى  الإجراءات التقليدية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي.

ولكن هذا الموقف ليس حديثًا لتركيا وإنما اتبعته منذ بداية الأزمة في فبراير / شباط الماضي فحافظت على لعب دور الوسيط بين البلدان المتناحرة “روسيا – أوكرانيا” وذلك في إطار حمايتها لمصالحها السياسية والاقتصادية إذ أكدت في أكثر من مناسبة أنها لن تنضم لأي من العقوبات التي تفرضها بروكسل على موسكو، وأشارت أن ذلك الموقف الحيادي لن يمنعها ايضًا من الالتزام بالاتفاقيات الاقتصادية التي أبرمتها سابقًا مع بروكسل إذ كانت قد شكلت معها اتحادًا جمركيًا.

وفي إطار البحث عن الأسباب التي تجعل تركيا تلتزم موقف الحياد أشار بعض الباحثين الأتراك أن ذلك يأتي في إطار احترام تركيا لاستقلاليتها خاصة وأنها ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي.

وقالت الباحثة التركية نورشين آتيش أوغلو غوناي، إن تركيا لا تصدق فعالية العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا وأشارت أن روسيا لن تمتثل لتلك العقوبات وتوقف على إثرها حربها على أوكرانيا وقالت :” إن ما سيوقف الحرب بين البلدين ليس العقوبات وإنما الحوار الفعال” وهو ما تقوم به القيادة التركية حاليًا فهي تحاول الوصول إلى حوار مفتوح بين الطرفين دون أن تأخذ جانب طرف على حساب الآخر.

ويأتي هذا الموقف التركي في إطار تمتع أنقرة بعلاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي وروسيا فضلًا عن اعتمادها عليهما في مسألة النفط والغاز بشكل كبير جدًا ولذلك فهي تفضل الوقوف على الحياد دون أن تكون طرفًا مساعدًا في انهاء الأزمة الأوكرانية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا والخاصة بجهات خارجية لتسهيل الوصول إلى الموارد والخدمات، وتحسين خدماتنا وتسهيل استخدام الموقع من خلال تحليل تفضيلات التصفح والإعلان. إذا تابعت التصفح، فإننا نعتبر أنك تقبل استخدامها.
موافق
ملاحظة: تم تفعيل مشاركة الارباح لهذا الاعلان
يجب عليك تعيين "Adsense: data-ad-client" و "Adsense: data-ad-slot" من لوحة تحكم القالب