قالت مصادر صحفية إسرائيلية أن الحكومة التقت على مدار الأسابيع الماضية بخمسة وفود من دول اسلامية من فئة الشباب المؤثرين خاصة من مناطق آسيا الوسطى المحيطة بإيران كـ أوزبكستان، تركمانستان، طاجيكستان، وفير غيز ستان، وتم بحث العديد من القضايا الأمنية.
ونقلت المصادر العبرية أن هذه الوفود هي الأولى من نوعها التي تصل إلى إسرائيل من دول إسلامية في آسيا الوسطى ويُشارك فيها مسئولون كبار لبحث قضايا تتعلق بالأمن القومي والإقليمي والتي تُعد من أهم القضايا المركزية في دول آسيا الصغرى.
والتقى المسئولون من الدول الإسلامية بممثلين عن الهيئة الوطنية للانترنت في إسرائيل بالإضافة إلى هيئة غسيل الأموال وآخرين عن وزارة القضاء، وبررت الدول الإسلامية زيارتها بالرغبة في التعلم من التجربة الإسرائيلية في مواجهة الإرهاب على الحدود ومكافحة المخدرات وجرائم الأموال والتهريب وغيرها.
ومن الأماكن التي تم زيارتها من قبل وفود الدول المذكورة ميناء أسدود في جنوب فلسطين المحتلة حيث عقدوا لقاءات مع ممثلين عن مصلحة الضرائب والجمارك ناهيك عن التعرف على التحديات الأمنية التي يواجهها أفراد جيش الاحتلال في منطقة الجنوب والحدود مع قطاع غزة، كما كان الملف الإيراني حاضرًا في الزيارة من حيث الوقوف على التهديدات التي تُشكلها إيران على المنطقة وبحث سبل التعاون على المستوى الاستراتيجي الآسيوي والأوروبي.
ويرى مراقبون أن الزيارة لها أبعاد سياسية بالدرجة الأولى خاصة على مستوى التمثيل من قبل الدول الإسلامية الآسيوية حيث كان من بين الحاضرين نائب وزير داخلية تركمانستان وعدد من كبار المسئولين القائمين على انفاذ القانون وحماية الحدود ومكافحة اعمال التهريب على الحدود وغسيل الأموال، ويقول المراقبون:” أن هذا التمثيل يُضفي الصفة الرسمية والتطبيع في العلاقات بين تلك الدول والاحتلال الإسرائيلي”.
فيما أرجع آخرون أسباب زيارة أولئك المسئولون إلى إسرائيل والتعرف على تجربتها إلى الخوف من انفلات الأوضاع الأمنية لديهم خاصة بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وهو ما يُعد مصلحة مشتركة بينهم وبين إسرائيل حيث يعمل الطرفين على تعزيز العلاقات الثنائية بينهما لمواجهة أي خطر قادم من تلك المناطق.
يُذكر أن إسرائيل في السنوات الأخيرة تعمل على تعزيز وجودها في بلدان آسيا الوسطى كونها بلادًا اسلامية فضلًا عن أنها قريبة في الحدود مع إيران فتبقى على اطلاع دائم فيما يدور من أفكار لديهم حولها وبالتالي إحباط أي عمليات قد توجه ضدها قبل التخطيط لإنفاذها، مما يُعد اختراقًا إسرائيليًا لعمق العالم الإسلامي يُضاف إلى اختراقاتها السابقة.
